قال المحلل والباحث في العلاقات الدولية، دسالن ماسري، إن الصومال يواجه تحديات داخلية متصاعدة، مشيرًا إلى أن تحالفات الحكومة الفيدرالية الأخيرة مع قوى خارجية قد تؤدي إلى تفاقم الوضع وزيادة زعزعة الاستقرار في البلاد.
وذكر ماسري، في حديثه لـ “فانا”، أن الصومال يعاني من مشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية، فضلاً عن استمرار هجمات حركة الشباب، رغم الجهود الدولية والإقليمية لمكافحتها.
وأضاف ماسري أن الحكومة الصومالية تخوض صراعًا مزدوجًا، يتمثل في التعامل مع حركة الشباب الإرهابية والانقسامات السياسية الداخلية.
وأوضح المحلل أن الهجمات الأخيرة التي شنتها حركة الشباب توضح ضعف سيطرة الحكومة الفيدرالية على مناطق واسعة في الصومال. كما أشار إلى أن الحكومة تواجه تحديات متزايدة نتيجة الانقسامات الداخلية والخلافات بين الحكومة الفيدرالية وولايات جوبالاند وبونتلاند.
وأكد المحلل أن إثيوبيا تلعب دورًا رئيسيًا في جهود حفظ السلام والاستقرار في الصومال، لافتًا إلى أن الخلافات الدبلوماسية بين البلدين قد تؤدي إلى عزل الصومال عن شركائه الإقليميين.
وأشار إلى أن “تحالفات الصومال الأخيرة مع قوى خارجية من المحتمل أن تعطل مبادرات التعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي داخل منطقة القرن الأفريقي، مما قد يؤدي إلى عزلة اقتصادية للصومال ويزيد من زعزعة استقراره”.
كما أشار ماسري إلى أن التقدم الاجتماعي والاقتصادي الذي حققته إثيوبيا يشكل حافزًا للدول المجاورة، داعيًا الصومال والدول الإقليمية الأخرى إلى الاعتراف بحق إثيوبيا في الوصول إلى البحر.
كما تناول المحلل رفض الصومال مشاركة إثيوبيا في البعثة الجديدة للاتحاد الأفريقي في الصومال، محذرًا من أن ذلك قد يؤثر سلبًا على فعالية جهود الاستقرار المستقبلية ويثير تساؤلات حول استعداد الصومال للتعاون مع حلفائه التاريخيين.
وحذر المحلل من أن الحملات الإعلامية التضليلية التي تقوم بها السلطات الصومالية قد تقوض الجهود الدبلوماسية اللازمة لتعزيز الثقة بين إثيوبيا والصومال.
ودعا ماسري الحكومة الصومالية إلى التركيز على معالجة القضايا الداخلية الملحة مثل تعزيز التماسك السياسي والاجتماعي وتحقيق التكامل الإقليمي، بدلاً من الانخراط في تحركات قد تزيد من عدم الاستقرار.
ونوه المحلل بأن: “استقرار الصومال وتنميته يعتمدان على تعزيز التعاون مع الدول الإقليمية والعمل على تحقيق رؤية مشتركة للسلام والتنمية”.