مقتل قيادي ميداني بارز في “حزب الله” بغارة إسرائيلية
6٬492
أعلنت جماعة “حزب الله” اللبنانية، الاثنين، مقتل قيادي ميداني بارز بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان، فيما نقل إعلام عبري عن مصدر بالجيش الإسرائيلي أن القيادي كان مسؤولا عن إطلاق صواريخ على قاعدة ميرون الجوية، السبت.
ونعى الحزب في بيان، “القائد وسام حسن طويل (لقبه) الحاج جواد، من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيدا على طريق القدس”.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية أفادت في وقت سابق اليوم، بمقتل شخصين في غارة جوية نفذتها مسيّرة إسرائيلية على سيارة في بلدة خربة، فيما تحدث إعلام محلي عن أن المستهدف “مسؤول ميداني من النخبة في حزب الله”.
ولفتت الوكالة إلى أن الغارة التي نفذتها المسيرة بصاروخ موجّه على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم، أسفرت عن سقوط “شهيدين”، دون معلومات عن الشخص الآخر.
من جانبها، كشفت مواقع إخبارية محلية وقريبة من الحزب، أن الطويل قيادي عسكري بارز في الحزب، كان على علاقة وثيقة بقائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني (اغتيل بغارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تقله في العراق عام 2020)، وأمين عام الحزب حسن نصرالله.
وأوضحت أن الطويل كان قياديا في “قوات الرضوان” التي تمثل النخبة في حزب الله، وسبق أن تنقّل في عدة بلدان للقتال إلى جانب تنظيمات مسلحة مدعومة من إيران.
وعقب مقتله، نقلت القناة 12 العبرية عن مصدر بالجيش الإسرائيلي، لم تسمّه قوله: “كان (الطويل) هو المسؤول عن إطلاق النار الذي تم تنفيذه في القاعدة الجوية في ميرون”.
ولم تتبنّ إسرائيل رسميا اغتياله، كما لم تنفي المسؤولية عن ذلك.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الطويل “كانت لديه معرفة شخصية بقاسم سليماني، الذي تم تصويره معه في الماضي”.
وأضافت: “تم تنفيذ عملية التصفية الدرامية باستخدام طائرة بدون طيار، على بعد حوالي 10 كيلومترات من خط الحدود مع إسرائيل”.
القناة العبرية وصفت أيضا الطويل بأنه “القائد الميداني الكبير في قوة الرضوان التابعة لحزب الله”.
فيما أشارت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إلى أنه “كان مقربًا من الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله”.
ونظرا لمكانته، يعدّ استهداف الطويل أكبر اغتيال داخل الأراضي اللبنانية لأحد كوادر “حزب الله” منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق مراقبين.
يذكر أنه منذ اندلاع الحرب بين “حماس” وإسرائيل تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي. ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يرد الجيش بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” وتحركات مقاتلين.
وفقد “حزب الله” 135 من مقاتليه في الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ بدء القصف عبر الحدود في أعقاب هجوم “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.
وتصاعدت الخشية من توسع نطاق الحرب بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، الثلاثاء الماضي، بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله”. وقالت مصادر رسمية عدة إن إسرائيل نفذت العملية، فيما امتنعت تل أبيب عن التعليق.
ونبه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، من بيروت، حيث التقى ممثلين عن الحزب، إلى ضرورة تجنب “جر لبنان إلى نزاع إقليمي”، مخاطباً الإسرائيليين بالقول “لن يخرج أحد منتصراً من نزاع إقليمي”.
وتشهد بيروت أخيراً زيارات لدبلوماسيين غربيين سعياً إلى ضبط النفس وتجنب حصول تصعيد بين إسرائيل ولبنان، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدودي البري بين البلدين.