“كوب 28” يتبنى قرار تنفيذ إنشاء صندوق “الخسائر والأضرار”
292
تبنى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب28” في يومه الأول الخميس في دبي، قرار تنفيذ إنشاء صندوق “الخسائر والأضرار” المناخية للتعويض على الدول الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ، في خطوة إيجابية في اتجاه تخفيف التوترات المتعلقة بالتمويل بين دول الشمال والجنوب.
وقال رئيس “كوب28” الإماراتي سلطان الجابر بعد اعتماد قرار “تشغيل” الصندوق الذي أُقرّ إنشاؤه في كوب27: “أهنئ الأطراف على هذا القرار التاريخي. إنه يبعث إشارة زخم إيجابية للعالم ولعملنا”.
وسبق هذا القرار مفاوضات شاقة بين دول الشمال ودول الجنوب، وذلك للتعويض على الدول الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ. لكن تحالف الدول المؤلفة من جزر صغيرة Aosis كان لديه ردة فعل استباقية، فقال إن “العمل لم ينتهِ بعد”. وأضاف “لن يهدأ لنا بال حتى يتم تمويل هذا الصندوق بشكل مناسب والبدء في تخفيف العبء عن المجتمعات الضعيفة”.
وتعهدت كل من ألمانيا والإمارات العربية المتحدة بشكل مفاجئ في مستهل المؤتمر بتقديم كل منهما 100 مليون دولار أمريكي (نحو 183 مليون يورو) لأجل التعويض عن أضرار مناخية في دول معرضة للخطر بشكل خاص. ولا يزال يتبقى معرفة قيمة الأموال التي ستُخصص لهذا الصندوق الذي سيتمّ إنشاؤه في البنك الدولي في البداية.
ومن شأن تبني هذا القرار أن يمهّد الطريق للإعلان عن الوعود المالية من جانب الدول المتقدمة. وأفاد مفاوضون التقتهم وكالة فرانس برس أن الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا والدنمارك إضافة إلى الإمارات يُفترض أن تخصص بحلول السبت مئات ملايين الدولار لإطلاق الصندوق. إلا أنّ رايتشل كليتوس من منظمة Union of Concerned Scientists الأميركية، أشارت إلى “أننا نتوقع وعودًا بالمليارات، وليس الملايين”.
وسيتيح هذا القرار في اليوم الأول من المؤتمر، للمندوبين التركيز على معارك أخرى، بدءًا من الوقود الأحفوري التي ستكون في جوهر محادثات المؤتمر.
وأكّد الجابر الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة “أدنوك” النفطية الحكومية العملاقة، أن “نحن بحاجة إلى التأكد من إدراج دور الوقود الأحفوري” في الاتفاق النهائي للمؤتمر.يتعرّض الجابر لانتقاداتخصوصًا بعدما كشفت هذا الأسبوع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ومركز التقارير المناخية (CCR) عن إحاطات داخلية تضمنت نقاطًا حول مشاريع إماراتية في مجال الطاقة على جدول أعمال اجتماعات “كوب28” مع عدد من الحكومات. ورفض الجابر هذه الاتهامات الأربعاء.
وبدأ الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتّحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سايمن ستيل أكثر صراحةً عندما دعا في خطابه العالم إلى الدخول في “المرحلة النهائية من عصر الوقود الأحفوري كما نعرفه”.
في هذا الوقت، توقعت المنظمة الدولية للأرصاد الجوية أن يكون العام 2023 أكثر السنوات حرًا مع تسجيله سلسلة من المستويات القياسية تبرز الحاجة الملحة إلى التحرك لمكافحة الاضطرابات المناخية.
على الصعيد المناخي، يحضّر الإماراتيون للأيام الأولى من المؤتمر بعدد هائل من الالتزامات المناخية الطوعية من جانب الدول، مثل زيادة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 وزيادة المساعدات المالية من الدول الغنية إلى الدول الأكثر عرضةً لتغير المناخ.
لكن وحدها النصوص الرسمية التي سيتمّ اقرارها خلال المؤتمر بالإجماع وفق آلية الأمم المتحدة، ستتمتع بتأثير مماثل لاتفاق باريس. ولا يمكن استبعاد أن تبوء المفاوضات بفشل ذريع، إذ إن هناك معارضة شرسة من جانب دول منتجة للنفط، لذكر بشكل مباشر مسألة التخلص من الوقود الأحفوري في القرار النهائي.
ويتحوّل موقع معرض “إكسبو 2020” الدولي، الواقع عند أبواب الصحراء في إمارة دبي، على مدى أسبوعين إلى قلب نابض بدبلوماسية المناخ، إذ تأمل الإمارات وكذلك الأمم المتحدة في عقد مؤتمر تاريخي بقدر مؤتمر باريس عام 2015 عندما تعهّدت الدول حصر الاحترار المناخي بأقلّ من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات الحرارة في فترة ما قبل الثورة الصناعية.