قمة الفشل ..جامعة الدول العربية !
فانا – أديس أبابا
20 يونيو 2021
التدخل في الشان الافريقي من قبل جامعة الدول العربية غير مقبول !
بقلم ياسين احمد رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية
هل تسعى مصر والسودان لتعريب النيل من خلال الاستنجاد بجامعة الدول العربية هروبا من العزلة الإفربقية ؟
” نحن في بلد الملك النجاشي ، الملك العادل ، والعدالة مازالت في بلادنا إثيوبيا إلى يومنا هذا . مؤكدا على أنه يتعين أن تحل القضية بالمشاورة والتفاهم ، وتحت ظل الإتحاد الإفريقي على مبدأ ” حل المشاكل الإفريقية بإفريقيا” جاء ذلك في تصريح أدلى به قال المفتي، الحاج عمر إدريس رئيس المجلس الأعلى الفيدرالي للشئون الإسلامية الإثيوبي لوسائل الإعلام المختلفة مؤخراً حول تصريحات شيخ الأزهر عن سد النهضة ، حيث إن كلام الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر واقع من غير علم حقيقة السد ومنبعه ، وما رعى حقوق حكومة وشعوب إثيوبيا .
مصر والسودان تستنجد بجامعة الدول العربية بعد فشل الدبلوماسية المصرية والسودانية في كسب تاييد الاتحاد الافريقي واخفاق الجولات المكوكية للمسئؤولين المصريين والسودانين لبعض الدول الإفريقية. هل عزلة مصر والسودان عن القارة الإفريقية قادت دولتى المصب للنيل لعقد اجتماع لجامعة الدول العربية لبحث حلول عربية لمشاكل إفريقية بعد أنا رفضتا مبدا وشعار الاتحاد الافريقي” حلول إفريقية لمشاكل إفريقية”؟.
أنا بتقديري ان جامعة الدول العربية لن تغرد خارج الموقف الدولي والاقليمي الذي يؤيد المفاوضات الثلاثية برعاية الاتحاد الإفريقي للتوصل الى إتفاق عادل يرضى الدول الثلاثة على مبدا لا ضرر ولا ضرار لتعزيز المصالح المشتركة بين دول وشعوب الإفريقية والعربية لان 10 دول من اعضاء جامعة الدول العربية هي دول إفريقية عربية.
إثيوبيا ترفض “القرار” برمته، في الواقع هذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها جامعة الدول العربية بيانًا بشأن مواقفها المضللة من سد النهضة. نتيجة لدعمها الفاضح للادعاءات الباطلة لمصر والسودان بشأن سد النهضة، أهدرت جامعة الدول العربية بالفعل فرصتها للعب دور بناء. يجب أن يكون واضحًا تمامًا أن مثل هذه المحاولات غير المجدية لتدويل وتسييس سد النهضة لن تؤدي إلى تعاون إقليمي مستدام في استخدام وإدارة نهر النيل.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها جمهورية الكونغو الديمقراطية لتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المفاوضات الثلاثية في الاجتماع الذي عقد في كينشاسا في الفترة من 3-5 أبريل 2021 ، فقد تعمد البلدان تقويض إمكانية الاتفاق على خارطة طريق لمواصلة المفاوضات. وافقت إثيوبيا على سبعة من الاقتراحات التسعة الواردة في مسودة البيان التي أعدتها جمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما رفضت مصر والسودان الأجزاء الموضوعية من البيان. وعمل البلدان في تناسق لضمان فشل اجتماع كينشاسا من خلال إثارة قضايا إجرائية غير ذات صلة. لذلك، من المؤسف أن جامعة الدول العربية قررت اتخاذ موقف بشأن المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي دون التحقق من الحقائق.
لذلك اكدت الخارجية الاثيوبية كما يبدو أن جامعة الدول العربية غافلة عن حقيقة أن المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا ومصر والسودان تسترشد بإعلان المبادئ ، الذي وقع عليه قادة الدول الثلاث في عام 2015. وملء سد النهضة سيتم وفقًا للخطة وفقًا لإعلان المبادئ وتوصية المجموعة البحثية المكونة من خبراء من الدول الثلاث. ومن ثم، فإن إثيوبيا ترفض رفضًا قاطعًا المحاولة الفاشلة من قبل جامعة الدول العربية لإملاء شروط تتعلق بملء سد النهضة. كمنظمة إقليمية، كان من المناسب فقط لجامعة الدول العربية أن تشجع الأطراف الثلاثة على التوصل إلى حل يربح فيه الجميع بدلاً من موقفها غير المفيد والمتحيز وغير المعقول.
والسؤال الذي يطرح نفسه ، فما الذي حققته جامعة الدول العربية منذ تأسيسها قبل 75 عاما؟! يقول الدكتور كاظم ناصر لا شيء يذكر! كانت وما زالت جامعة الدول العربية بالاسم؛ فقد فشلت في التعامل البناء مع كافة القضايا العربية العالقة ومن أهمها قضايا احتلال فلسطين، والجولان، والحروب والقتل والتهجير والخلافات البينية العربية، والتدخلات الأجنبية، وقضايا الوحدة والديموقراطية والتعاون السياسي والاقتصادي بين الدول العربية، وساهمت في تأجيج الخلافات العربية – العربية، وفي تكريس المقولة المعروفة” اتفق العرب على ألا يتفقوا”، وشاركت في إصدار بيانات الكذب والتلفيق والخداع الجوفاء التي صدرت عن مؤتمرات قممها أو عن الاجتماعات الوزارية التي عقدت في مقرها.
بعد أكثر من ثلاث وسبعين عاماً على تأسيسها تبدو جامعة الدول العربية أكثر عجزاً من أي وقت مضى. وفشلها اليوم يضاف الى سلسلة الفشل الذي رافق تاريخها.لم تستطع ان تكون فاعل خير بالاختارت الانحياز للباطل .. وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .
فلماذا تحتم وتفرض مصر أحمد أبو الغيط على العرب؟ وزير خارجية النظام المصري السابق نظام حسني مبارك أثبت فشله. هل يعني هذا أن هناك أجندة مبرمجة ومسطرة. هل سيستطيع أبو الغيط صاحب 77 سنة أن يوجه بوصلة جامعة الدول العربية في الاتجاه السليم والمنطقة تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها؛ دول على وشك الانهيار وتحديات جمة وضخمة أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية …الخ. أيعني هذا أن الدول العربية لا تتوفر على دبلوماسيين وساسة أكفاء ومؤهلين للقيام بالمهمة والمسؤولية على أحسن ما يرام. هل جامعة الدول العربية أصبحت بيت التقاعد ومكافأة نهاية الخدمة؟ محمد قيراط “فشل إدارة الاختلاف والتطور…جامعة الدول العربية أنموذجا”
واخيرا الحلول الناجعة تكمن في تحقيق العدالة المائية تحت مظلة الإتحاد الإفريقي لسد النهضة!
بعد فشل محاولات البحث عن حلول عربية لمشاكل إفريقية في إطار جامعة الدول العربية تستنجد جامعة الدول العربية بمجلس الأمن لمحاولة تدويل قضية سد النهضة التي ستفشل مرة أخرى بسبب تعارض المصالح للدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن في إثيوبيا وافريقيا.