شباب اثيوبيا يقودون مسار الإنطلاقة نحو القمة لقارة واعدة بثرواتها الطبيعية والبشرية
3٬238
بقلم / حالي يحيي كاتب صحفي
تظل الجهود المحلية لاثيوبيا حكومة وشعبا تعمل في مسارين كلاهما يحققان الأمن والسلام والاستقرار والتنمية، كما ان التحديات لم تعطل تلك الجهود التي تعمل وفق تنسيق مشترك ووعي جماعي وثقة عالية.
تعلي شأن اثيوبيا كوطن كبير جامع لكل الإثيوبيين، والحفاظ علي مواصلة دورها التاريخي في القارة، تتعدد المبادرات والفعاليات في أديس أبابا التي تدفع بمزيد من الوحدة والتعاون الامثل بين الأفارقة، مبادرات اثيوبية مختلفة ظللنا نتابعها بشغف كونها تعمل علي خلق قارة تنعم بخيراتها علي الاقل في ظل تداخل المصالح الأجنبية في إفريقيا.
مؤخرا وبمبادرة من مكتب رئيس الوزراء والخارجية الاثيوبية ومشاركة ممثلي كيانات وتجمعات شبابية من أكثر من ٥٠ دولة إفريقية، نظم الاتحاد الافريقي بمقره في العاصمة أديس أبابا أول قمة من نوعها خصصت لمناقشة تحديات الشباب الافريقي ، بحثت الفرص المواتية لتحقيق نهضة شاملة يقودها مستقبلا الشباب الافريقي، مستفيدا من خبرات وتجارب القادة السابقين كان لهم حضور في القمة.
وقضايا النزاعات والعنف والهجرة والبطالة، كانت علي رأس التحديات التي يواجهها الشباب الافريقي، وهي لا تزال تمثل عائقا كبيرا في تمكين الشباب من ادورهم سياسيا واقتصاديا في وقت ظل الاتحاد الافريقي يؤمن علي قيمة الشباب الافريقي في التحول الديمقراطي والتنموي في عموم دول القارة، وأصبح الشباب يتعرض لانتكاسات جراء تلك التحديات منها البحث عن حياة افضل تحقق أحلامه في دول غربية، فضلا عن نزوحه بسبب اضطرابات باتت تهدد الامن في دول متفرقة.
وأزمات طبيعية واخري بفعل البشر ظلت تلاحق القارة الأفريقية منذ عقود وتتسبب في غياب وضياع الفرص لأدوار متقدمة للشباب في عموم القارة ، وهدر للطاقات التي ظلت تفقد مسارها في قيادة مبادرات مختلفة من شانها ان تدفع بتعزيز الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي في دول القارة.. فضلا عن استغلالهم بشكل سلبي دون مراعاة للحقوق الإنسانية خاصة خلال رحلات الموت عبر البحار والصحاري نحو اوروبا وامريكا وكندا وأستراليا. املا في استقرار يضمن مسار حياتهم المعيشية والاكاديمية والصحية.
ونالت كلمة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاثيوبي “دمقى مكونن” ، تقديرا كبيرا من الشباب الافريقي حيث أكد فيها علي أهمية الاعتناء بعنصر الشباب في القارة والاستفادة من طاقاتهم الجبارة في نهضة الدول ، وتاهيلهم وادماجهم في برامج التنمية المختلفة، منوها بان القارة غنية بثرواتها الطبيعية والبشرية وتعمل علي تعزيز مفهوم التكامل والتعاون المشترك في كافة المجالات.
وبدورها حثت نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، الدكتورة “مونيك نزانزانقناو” حثت الشباب الافريقي بضرورة انتهاز الفرص المواتية وضرورة العمل والتأكيد علي ثقة شعوبهم في احداث تغيير منشود وقيادة القارة مستقبلا …
وحديث المسؤولين لشباب افريقيا تعكس مكانة الشباب وقيمتهم الكبيرة والاستعداد عقليا ونفسيا لتولي مسؤلياتهم المختلفة، كلمة المسؤولة الافريقية كانت ايضا رسالة للدول بضرورة اشراك الشباب في إدارة دولهم والاستفادة من تجارب واسباب سابقة ظلت تعيق تقدم القارة.
ونجاح المبادرة الاثيوبية وانعقاد القمة بهذا المستوي اللافت، جاء بدور مقدر للشباب الاثيوبي الواعي بمسؤلياته الاخلاقية تجاه اثيوبيا ودول افريقيا، وتؤكد المبادرة علي جهود أديس ابابا في تعزيز خطة اهداف التنمية والنهضة الاتحاد الافريقي للعام 2063
في حديث لشباب مشارك من تنزانيا وجنوب السودان والسودان اعتبروا أديس ابابا عاصمة مهمة لمختلف اللقاءات التي تجمع الشباب الافريقي بهذا الحجم ولأول مرة… اخرون اكدوا علي اهمية اللقاء باعتبارها فرصة مهمة عكس من خلالها الشباب قضاياهم بكل شفافية ومسؤلية، كما ان المناقشات شخصت الأزمات وقدمت حلولا ممكنة تفضي الي مستقبل افضل للدول.
لا شك ان الشباب الافريقي هم حلم افريقيا الواعد للتغيير نحو الافضل وهم الأمل الكبير في إخراج القارة من أزماتها المختلفة، ولا يتاتي ذلك الا في حال تضافر جهود المنظمة الافريقية وإشراك الشباب في كافة مؤسسات صنع القرار داخل المنظمة القارية والمؤسسات القيادية للدول والعمل معا في تعزيز قيم نشر الديمقراطية والحكم الرشيد وتداول السلطة سلميا وتطوير بناء مؤسسات معنية برفع قدرات الشباب ودمجهم في برامج توعوية سياسية واقتصادية واجتماعية.
وبحسب مراقبين اكثر المتضررين من النزاعات المختلفة في القارة هم الشباب يمثلون عمود استقرار الاسر. (هم سواعد التنمية والنهضة الشاملة) جملة ظل يرددها مسؤولوا الاتحاد الافريقي، موقف وهدف يصعب تحقيقه في القريب المنظور ربما ما لم تعمل دول القارة بشكل موحد في تحييد الصراعات والحد من بؤر العنف، التي تعتبر مهددا كبيرا لاستقرار الشباب وتمنع من الاستفادة من طاقاتهم الجبارة في رؤية قارة تنعم بالسلام والنهضة.
ما بين تحديات الشباب الافريقي والفرص الممكنة يظل شباب اثيوبيا صمام أمان في البحث عن فرص النجاح الجماعي لشباب القارة. ويقود الشباب الاثيوبي زمام المبادرة في ضمان وحدة أهداف القارة ضد التدخلات الأجنبية ظلت بحسب مراقبين تؤجج الصراعات وتعمل علي قلب موازين العدالة من أجل تحقيق مصالحها فقط، دون أن تأبه بمصالح شعوب القارة السمراء والتي تعتبر غنية بثرواتها الطبيعية ما جعلها محل اطماع القوي العالمية…
إشادة وتقدير واحترام يستحقها الشباب الاثيوبي، الذي كان القدح المعلي في نجاح القمة من حيث التنظيم والتنسيق وحسن الضيافة التي تليق دوما بمكانة اثيوبيا في تاريخ القارة. دور الشباب الاثيوبي يؤكد ايضا ان أديس أبابا تبعث الامل لتوحيد الصف الافريقي وضرورة تكاتف الجهود والعمل معا من أجل قارة تنعم بمزيد من السلام والازدهار.