سد النهضة يقضي على الفيضانات في السودان!

نشرت وزارة الخارجية الإثيوبية في حسابها الرسمي على تويتر، نقلا عن موقع الإلكتروني “Borkena” مقالاً للمدير الفني للموارد المائية الدكتور ألم غبرئيل ، حول فوائد سد النهضة الإثيوبي، لكل من السودان ومصر . وفيما يلي ترجمة للمقال

سد النهضة الإثيوبي ، الذي يتم بناؤه على نهر “أباي” ويمول بالكامل من قبل الشعب الإثيوبي ، له فوائد كبيرة لكل من السودان ومصر. ومن فوائده أنه يخفف من حدة الفيضانات في السودان. ومع ذلك ، فإن البيانات الصادرة في الأسابيع الأخيرة عن عدد قليل من المنافذ الإخبارية تتعارض مع هذه الحقيقة. على سبيل المثال ، ذكرت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي أن السد يعرض أكثر من 20 مليون سوداني للخطر. هذا البيان مخالف للحقائق التي أثبتتها التحليلات العلمية. كما هو موضح أدناه في هذا المقال ، يزيل سد النهضة الفيضانات في السودان بما في ذلك العاصمة الخرطوم، والتي شهدت دمارًا متكررًا في السنوات الماضية.

مثال على ذلك: تضرر السودان بشدة في عام 2020 مع تدفق نهر النيل من ضفافه. نزح الكثير من الناس ، وكان حجم الدمار الهائل في الممتلكات. وفقًا لتقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) الصادر في 10 سبتمبر 2020 ، تأثر أكثر من نصف مليون شخص. تم تدمير أو إتلاف أكثر من 111,000 منزل. كما دمر الفيضان 1,700 هكتار من الأراضي الزراعية ، و 179 منشأة (مدارس ، ومراكز صحية ، ومكاتب حكومية) ، و 359 محلًا ومستودعًا. كما قتلت 5,500 رأس من الماشية. لم يتم تحديد القيم المالية للضرر ولكن يمكن أن تتراوح في مليارات الدولارات. وبالمثل ، فقد تم تسجيل أحداث فيضانات مدمرة في الماضي ، بما في ذلك في أعوام 1998 و 1988 و 1969 و 1958 و 1946. وبالتالي فإن الفيضانات هي تكرار حدوثه في السودان. يرتبط كل من أحداث الفيضانات هذه بسقوط أمطار غزيرة في مرتفعات إثيوبيا .

صرح مسؤول سوداني قبل عدة سنوات بأن سد أسوان لمصر ، وسد النهضة للسودان “.

هذا تصوير صحيح لفائدة السد للسودان ولكن السؤال المثير للإهتمام هو: هل كان سد النهضة قد مكّن السودان من تجنب فيضان 2020 أو بحجم مماثل من الفيضانات المستقبلية لو تم الإنتهاء منه في وقت أقرب؟ نظرًا لأن فترة عودة فيضان 2020 تبلغ حوالي 100 عام، فإن الإجابة على هذا السؤال تعتمد على تشغيل الخزان.

على الرغم من أن الهدف الأساسي لسد النهضة هو توليد الطاقة الكهرومائية ، إلا أن له فائدة إضافية لتقليل الفيضانات أو القضاء عليها في دول المصب.

تعتبر كمية التخزين في الخزان في بداية موسم الأمطار أمرًا بالغ الأهمية لمنع الفيضانات في اتجاه مجرى النهر.

ولإثبات ما إذا كان سد النهضة يقضي على الفيضانات في السودان ، تم إجراء تحليل محاكاة للخزان بإستخدام بيانات التدفق من عام 2020 وسيناريوهات تشغيل الخزان الإثيوبي المخطط لها.

تبلغ سعة خزان سد النهضة 74 مليار متر مكعب ويتراوح نطاق التشغيل الطبيعي لخزان السد ما بين 625 إلى 640 مترًا ومستوى التشغيل الأدنى

610 مترًا.

إذا كان الخزان أقل من ارتفاع 610 م ، فسيكون هناك المزيد من التخزين للإحتفاظ بمياه الفيضان وتحريره بطريقة محكمة.

ولهذا التحليل ، تم النظر في سيناريوهين،حيث تم افتراض مستوى الخزان الأولي عند ارتفاع 610 م و 625 م في بداية موسم الأمطار في 28 يونيو 2020. وتم ضبط التسرب من الخزان بحيث لا يتجاوز 6000 سم للقضاء على الفيضانات في السودان.

وكان الهدف هو اختبار ما إذا كانت هناك سعة تخزين كافية في الخزان للسيطرة على تدفق عام 2020 للنهر دون تجاوز ارتفاع 640 مترًا مما قد يؤدي إلى إطلاق إضافي من خلال قناة تصريف المياه أو مجرى تصريف الطوارئ.

وتوضح الأرقام أنه في كلا السيناريوهين ، كان من الممكن أن يخزن سد النهضة كل التدفق في النهر مع إطلاق أقل من 6000 سم ودون التسبب في حدوث فيضانات في اتجاه مجرى النهر.

وفي كلتا الحالتين ، كان المستوى في الخزان سيظل أقل من 640 مترًا.

لذلك ، فإن فيضانات 2020 في السودان بكل الأضرار كان يمكن تجنبها لو تم استكمال سد النهضة.

هذه هي الحقائق ، فلماذا يدلي مسؤول سوداني رفيع المستوى بتصريح ضد مصلحة الشعب السوداني؟ هل لدى المسؤول خطط للتخفيف من الفيضانات المتكررة التي تجتاح السودان؟ أترك هذه الأسئلة للشعب السوداني ليتأملها ويختتمها بقول ما هو واضح: سد النهضة ، دون أن يكلف الشعب السوداني فلسا واحدا ، سيحل مشكلة الفيضانات القديمة في السودان ، لذلك يجب على السودان أن يحتضن سد النهضة وأن يشكر الشعب الإثيوبي على التخلص أخيرًا من مشكلته المزمنة.

وجدير بالذكر أن الدكتور آلم جبرئيل هو المدير الفني للموارد المائية في شركة هندسية عالمية ولديه أكثر من 30 عامًا من الخبرة في تخطيط الموارد المائية والهيدرولوجيا والهيدروليكا ودراسات الجدوى للتخفيف من الفيضانات ومحاكاة تشغيل الخزان.