النيل هبة إثيوبيا والتنمية للجميع بشرط العدالة والمساواة
فانا- أديس أبابا
8 يوليو 2021
بقلم/ حالي يحيى – كاتب صحفي
مهما طال امد المفاوضات الثلاثية بين حكومات اديس ابابا والخرطوم والقاهرة ، فحالة الشد والجذب في مواقف الجميع ظلت المشهد الحاضر في كل مراحل المفاوضات. وإثيوبيا ترى من حقها الاستفادة من مواردها الطبيعية دون الحاق اي ضرر بدولتي المصب، وتستمد القوة في مواقفها السياسية والفنية والدبلوماسية من بنود اتفاقية اعلان المبادئ التي وقعت في الخرطوم عام 2015.
وبالرغم من التوصل إلى اتفاق وحلول في الخلافات الفنية والقانونية بنسبة تفوق ال 90% .. بناء واكمال سد النهضة في حد ذاته اعتبره خبراء افارقة تغييرا كبيرا في واقع الجغرافية السياسية واصبح لاثيوييا ارادة وقوة سياسية في المنطقة، نتيجة قد لا تعجب البعض، لكنها الحقيقة بعد ان اصبح سد النهضة واقعا وبلوغ مراحل تشييده قرابة ال80%.
وفي ظل هذه التطورات عقلاء السودان واغلب النخب يؤكدون ان فوائد سد النهضة للسودان بمثابة فوائد السد العالي لمصر اقلها استفادته من حصته كاملة دون تبخر او جريان ومنع الفيضانات وزراعة السودان لاكثر من دورتين.
وتطورات سياسية في المنطقة ربما كانت كفيلة بتغير موقف مع تقدير موقفه من اهمية تبادل المعلومات مع أديس أبابا لضمان سلامة العمل في سد الروصيرص. واكد خبراء اثيوبيا في اكثر من مناسبة حرصهم على تبادل المعلومات لان الهدف من السد توليد الكهرباء فقط …. لكن السؤال هنا من هي الجهة التي لا تريد للسودان النهضة الوتنمية وتعمل على زعزعة وحدته عبر دعمها لمجموعات وقيادات محددة في الخرطوم.
والغريب في الامر ان دول عربية دخلت في مسار تعكير اي دور محسوب للاتحاد الافريقي. ويبدو ان هناك مخطط للجامعة العربية عبر كافة المحاولات اليائسة لمنع إكمال مراحل بناء وتشييد وملء سد النهضة، ولكن يبدو ان ارادة الشعب الاثيوبي وحدها كفيلة بالرد ، فحصول حوالي 60 مليون نسمة على الطاقة والكهرباء امر حتمي في إطار النهضة المنشودة التي نادت بها الحكومات الإثيوبية المتعاقبة بنهضة حقيقية لجميع شعوب دول حوض النيل.
واعتقد ان هناك تضليل متعمد لمسار تطورات سد النهضة، عبر آليات اعلامية تعمل على تحريف الحقائق، لا أرى اي خطر محدق يمكن ان يحدثها سد النهضة ، حيث ظلت اثيوبيا تنشد مشاريع التنمية لشعوبها دون ان تسفيد من مصادر ثرواتها الطبيعية، ودعت مصر والسودان المشاركة في دراسة وبناء السد عام 2011 وذلك عبر تمويل وإدارة مشتركة من الدول الثلاث للسد ،،،،اين الإشكال اذا..؟
مصر تتمسك بحقوق تاريخية لا قانونية وتغير حدث بشكل مفاجئ للموقف السوداني ما هي خفايا هذا التغير المفاجئ في وقت ظلت تؤكد ان تنيمتها لا تشكل خطرا على شعوب اخرى وترفض اي اتفاق تاريخي لتوزيع المياه ثم تغييب اثيوبيا من هذه الاتفاقيات.
وفي رأي ان الأشقاء في اثيوبيا اصبحوا اكثر وعيا بمصالحهم في المنطقة وباتوا يطالبون اليوم بالعدالة والمساواة في الثروات المشتركة ويطالبون بتغيير التاريخ المزيف لان الحقيقة هي ان اثيوبيا هي هبة النيل ، الاعلام وحده من يقود الشعوب إلى النهضة والوحدة والسلام …
ومن حق شعوب مصر واثيوببا والسودان العيش بكرامة ومساواة،،، هكذا ترى اثيوبيا انه من حقها الطبيعي البحث عن كافة الوسائل الممكنة تكفل لها واقعا جديدا… والعدالة لا تستقيم في وقت ما تزال الامهات في اثيوبيا يحملن الحطب في ظهورهن ويعشن في الظلام. بينما الاخرين يتمتعون بكل الخدمات التي يحتاجها اي انسان في الارض.
اخيرا ليس من المجدي تسييس قضية سد النهضة لان الخلافات حول الملء والتشغيل قضايا فنية…
اخيرا الذهاب لمجلس الأمن لن يأتي بجديد وعلى جامعة الدول العربية ان تنأى بنفسها بعيدا من قضية تهم الدول الثلاث الإفريقية.
بالإضافة إلى صفحتنا على “فيسبوك” للحصول على أحدث المعلومات يمكنكم متابعتنا من خلال زيارة موقعنا “fanabc.com” وكذلك على أحدث التغريدات في صفحتنا على تويتر https://twitter.com/fanatelevision.
والإشتراك أيضا في قناة اليوتيوب ” عربي “fbc https://www.youtube.com/c/fanabroadcastingcorporate/ لمشاهدة مقاطع الفيديو الحصرية.
نشكركم على متابعتكم الدائمة لمؤسسة فانا الإعلامية.