إثيوبيا وبشائر عام «2016» الجديد.. ونهضة سد أفريقيا «الوعد الأكيد»
بقلم / ورقنيش مبراتي - باحثة في تاريخ اثيوبيا
«2016» عام جديد يحل ضيفا كريما علي بلادنا الحبيبة إثيوبيا او الحبشة او ابسينيا كما كانت تعرف قديما، عام يستقبله الاثيوبيون في الداخل والخارج بفأل طيب وأمال كبيرة ظلت تراود القلوب المفعمة بحب جمال الحياة هنا في اثيوبيا ارض الحضارة ومتحف الشعوب الافريقية عام جديد يهل علينا ونحن نستقبله بكل بشاشة وفرح وبرؤية مستقبل مشرق تتحق فيه الانجازات كلها، عام جديد يحل بعد انتظار لم يدم طويلا جاء ليعزز هذه المرة ايضا قيم الاحترام والتقدير المتبادل فيما بيننا ونحن نوصف باننا اكثر الشعوب التي تكن الاحترام للانسان خاصة الضيف. يهل علينا عام جديد يعكس التأريخ الذي يعتز به الجميع هنا بلا استثناء، يمضي عام ويحل عام اخر وتستمر تحديات الحياة المختلفة ولكن في ظل كل التحديات، يحرص الجميع علي استقباله والتاكيد علي علو شأن حضارة اثيوبيا القديمة وعلى رقي شعبها بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مناسبة ظلت دافعا كبيرا لتعظيم الارادة والعزيمة التي يتحلي بها هذا الشعب الجميل مقدرا بعقله قيمة العمل وبقلبه يعظم حب الوطن، وبروحه ينشد دوما قيم الوحدة والسلام والنهضة ونبذ العنف وتعزيز قيمة التعايش السلمي بين مختلف المكونات الاجتماعي.
عام جديد يحل علينا ويمضي اخر، والكل يتمني الخير والسلام والسنة شعوب اثيوبيا دوما في كل الاعوام الجديدة تلهج بالدعاء والمثابرة، عام جديد يحل علينا ممزوجا ببشائر كثيرة لا تحصي ولا تعد منها تستمر مسيرة البناء والنماء لارض سخية وطيبة ظلت تهب الجميع بلا استثناء ثمارها ومعادنها وخيرات مواردها الميائية المختلفة وتنثر دوما قيمها الدينية والثقافية في اثيوبيا…
والمتابع لتأريخ ومسيرة شعب إثيوبيا علي مر الزمن البعيد، خاض تجارب وتحديات طبيعية وبشرية مختلفة، ظلت اصوات مأذنها وأجراس كنائسها دليلا وطريقا لإعلاء شأن قيمة التعايش السلمي وهي ديدن الجميع لاظهارها بقوة خلال احتفالات العام الجديد… ومهما بلغ حجم التحديات يظل حلول العام الجديد منطلقا نحو مستقبل اجتماعي واقتصادي ينعم فيه الجميع بخيرات طبيعية تزخر بها البلاد منها دون حصر نهر النيل العظيم هبة اثيوبيا وروافده لتكون عنوانا وفخرا ليس لاثيوبيا فقط بل لافريقيا جمعاء وذلك برؤية مشاريع نهضة منشودة كانت البداية عام 2011 بوضع حجر أساس مشروع سد النهضة ليكون ضربة البداية الحقيقة لانجاز سدود اخري من نتائج رفع المعاناة عن كاهل الفقراء وتدوير مصانع الانتاج وانارة الطرق للعقول والهامات الوطنية لتحقق امال الشعوب الاثيوبية.
إحتفالات ومشاهد الفرحة بحلول عام 2016 الجديد في اثيوبيا تتوافق هذا العام يوم 12 سبتمبر 2023, باتت مشاهد الفرح والبهجة صورا مالوفة لحركة الناس ولعب الاطفال بهجة تعم وجوه الكبار والصغار تصحبها الاغاني ورقصات مصحوبة بضرب الدفوف… هذه الصور وصور اخري تظل متلازمة في شوارع العاصمة أديس ابابا وعواصم الاقاليم الاخري .. وتأريخيا يتأخر التقويم الاثيوبي عن التقويم الميلادي بحوالي 7 اعوام، بالرغم من ذلك فان وجدان الشعب الاثيوبي مفعم بالخير ومتقدم بجمال إنسانه باعوام عديدة وتفرد اخر يلازم التقويم المحلي، هناك توقيت فريد لحساب الساعات وعدد أشهر العام تبلغ 13 شهرا… والشهر الاخير أيامه 5 او 6 وتعتبر شهرا كاملا.
العام الجديد في اثيوبيا مناسبة قومية وطنية ومدعاة لإعلاء شأن قيم الوحدة ومنطلقا للجميع لتعزيز جهود السلام ورفع قيم الاحترام وتعزيز التعايش الديني بين مسيحي ومسلمي اثيوبيا، ظلوا يعيشون في كل مراحل التاريخ بحب وتعاون قل ما نجده في امم اخرى.. عديدة هي البرامج الرسمية والشعبية التي تتخلل الأيام الاولي من العام الجديد 2016، بجانب عادات وتقاليد اجتماعية مختلفة منها دون حصر زيارات الاهل والتشارك في شراء الذبائح واعداد الولائم وتوزيع الهدايا واحياء طقوس ثقافية تعكس بمجملها روح ومكانة المناسبة لدي الجميع ويظل التعبير بالفرحة الجماعية تنافس ايجابي في حب اثيوبيا ارضا وشعبا وتأريخ تفردها بتقويم خاص أمر تتوارثه اجيال شعوب البلاد التي يفوق تعدادها أكثر من 80 قومية.
وكل عام وجميع شعوب اثيوبيا دوما بالف خير..