إثيوبيا تعتلي عرش ماراثون بودابست… نجاح بطعم مختلف … 

كغيري من المتابعين لتاريخ أنشطة الرياضة بمختلف أنواعها واهتمام الدولة بها في إثيوبيا، أثق تماما واقول جازما أن النجاحات التي ظلت تحققها إثيوبيا لنفسها لا تنحصر فقط في مسار التعويل على نجاح دبلوماسيتها الخارجية فقط وخلق علاقات تعاون مع الفضاء الخارجي، تنصب نتائجها على الصعيد السياسي والاقتصادي فقط، بل استطاعت الدولة على مر تاريخها الحديث على الاقل ان تولي اهتماما كبيرا بتطوير قطاعها الرياضي وبوجه خاص رياضة العدو لما تحتفظه من تاريخ عظيم سطره حافيا دون حذاء البطل (أببي بقيلا) كأول عداء إثيوبي يلفت أنظار العالم وقتها، العزيمة والإرادة والتفاني في الانتماء للبلد، لا شك كلها أسباب كفيلة أن تحتفظ إثيوبيا منذ القدم بسجل طويل من الإنجازات في مسابقات بطولات الماراثون العالمية.

وقد حظي وفد ألعاب القوى الإثيوبي باستقبال الأبطال لدى وصوله مطار أديس أبابا..

تابعنا كيف افردت الدولة لحظات للفرح الجماعي مسؤولين ورياضيين، بطلات إثيوبيات برأي الشخصي يستحقن استقبال بهذا المستوي لما حققنه من نجاح بجدارة لاثيوبيا، البطلات أكدن بعزيمة أيضا وتحت عنوان ( إثيوبيا تسحق بكل جدارة الفوز) بلا منازع نلن العداءات الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية خلال بطولة العالم التاسعة عشرة لألعاب القوى في العاصمة المجرية بودابست الأسبوع الأخير من شهر أغسطس المنصرم.

الملاحظ ايضا ان عداءات إثيوبيا أكدن عمليا وليس وعدا بقول أنهن جديرات بأن يسجلن بصماتهن ويحققن ما عقدنه من إنجاز…

النجاح تلو نجاح أمر بات مألوفا في رياضة العدو الاثيوبية بالرغم من تحديات كبيرة ظلت تواجهها المرأة الإثيوبية اجتماعيا الا انها اثبتت انها قادرة علي منافسة الرجل في كل المحافل الرياضية في حال نيلها الثقة والتكليف.

الحديث عن نجاح عداءات إثيوبيا ذو شجون لكن الملهم والملفت ايضا هو الاهتمام الكبير الذي توليه مؤسسات الدولة للرياضيين في كافة مراحل المسابقات الدولية المختلفة حتى عودتهم إلى ديارهم، اهتمام وحرص لم ينحصر على مسؤولي وزارة الثقافة والرياضة فقط، الشاهد ان كل هذه النجاحات تحققت بتنسيق عالي الدقة بالمتابعة لكل تفاصيل المشاركات الخارجية، هذا ما لاحظته خلال مراسم إستقبال العداءات في مطار أديس أبابا ، حضرت وفود من الدولة لتقديم الشكر والتقدير لهن رفعن اسم إثيوبيا عاليا، الوفود كانت من وزارات الخارجية وشئون المراة والشؤون الاجتماعية، إلى جانب مسؤولي الفيدرالية الإثيوبية لألعاب القوى تقوده العداءة القديرة (درارتو تولو) ..

بالمقابل ايضا لا تنحصر لحظات الإحساس المغمور بالفرحة والسعادة بما تحقق من إنجازات في بطولات عالمية مختلفة على شعب إثيوبيا فقط بل إن الشعور بالفخر والاعتزاز يتعدى لشعوب أخرى أفريقية تأمل تحقيق ما حققته إثيوبيا على مر التاريخ بالإرادة والعزيمة والتفاني في الانتماء، الملفت من خلال تجارب اثيوبيا ان مؤسسات الدولة المختلفة تحرص على تأدية واجبها وتنفيذ سياسات تنموية في قطاعات تطوير القدرات البشرية في الرياضة والتقنية والتعليم وغيرها من القطاعات الحيوية، مستفيدة من ثرواتها الطبيعية.. كل يؤدي واجبه لإعلاء شأن بلده.. الشاهد هنا أن التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، لم تمنع إثيوبيا الدولة من تحقيق خطوات متقدمة في كافة المجالات، ساسة إثيوبيا يدركون أن الرياضة أيضا باتت ضمن معاول وأسباب نجاح الدبلوماسية الخارجية الرسمية والشعبية ..